استمع للبث الحي
  • عَمَان 98.1 FM
  • صلالة FM 91.6
  • زيورخ DIGITAL
  • إسطنبول 99.4 FM
  • فيينا Digital
  • لندن 12A DIGITAL DAB
  • الكويت 102.4 FM
  • الدوحة FM 93.4
  • الدوحة FM 100.8
  • الدوحة FM 99.0
  • مسقط 107.7 FM
  • البصرة 98.7 FM
  • بغداد 95 FM
نوستالجيا الأغنية القطرية الحلقة الخامسة عشرة : الفنانة الراحلة فاطمة شداد

نوستالجيا الأغنية القطرية الحلقة الخامسة عشرة : الفنانة الراحلة فاطمة شداد

نوستالجيا الأغنية القطرية

منذُ القدم  ... بدأ الإنسان القطري غناءً .... يروي قصة ماضيه  ... و يرسم ملامح واقعه... ويهيم بقادمٍ ينتظره ... نهاماً على متن سفينةٍ نحو مجهول... و رحالاً على ظهر إبلٍ نحو مأمول .. و محارباً يستل سيفه يأبى الأفول .. و ناسكاً يدعو ربه  يرجو القبول.//

موروثٌ فنيٌ زاخر...أثقل كاهل ورثته... بزخمه و ثرائه .... جيل عرف قيمة ما ورث...

أغنيةٌ قطريةٌ فريدة ... مثل دانةٍ وسط اللآلىء. ...رجالٌ قرروا خوض رحلتهم ....

عرفوا أنهم أهلٌ لها....حملوا على عاتقهم همّها...حتى وصلوا بها إلى بر الأمان .//

للأغنية القطرية  أبطالٌ ... تفخرُ بهم ....و يعتزون بها ....

 (صوت الخليج)... تعرفهم و يعرفونها ...... كما تعرفهم أنت ...

الحلقة الخامسة عشرة

الفنانة الراحلة فاطمة شداد

 

توثيق: نانسي زهرة 

تدقيق: عبد السلام جاد الله 

إشراف عام: السيد سالم المنصوري

الفنانة القطرية الراحلة فاطمة شداد  ، هي إحدى رائدات الفن الشعبي في قطر، وهي مؤسسة الفرقة النسائية للفنون الشعبية ،صاحبة الأغنية الشهيرة "غربي هواكم يا هل الدوحة" ،  وهبت حياتها للفن، واستطاعت بموهبتها الفطرية أن تحمل رسالة تخليد وتطويرالأغنية الشعبية القطرية وتحفظها للأجيال القادمة.//

 

ولدت "فاطمة شداد" في مدينة الدوحة ،عام 1962 لأب فنان هو مؤسس "الفرقة الشدادية الشعبية"، كان يقضي يومه بالكامل في التدريب مع أعضاء الفرقة على الغناء بينما كانت  الطفلة فاطمة تسترق السمع وتحفظ الكلمات ، و استطاعت أن تحفظ كل ألوان الفن الشعبي في حينها.///

قررت فاطمة شداد أن تخرج من بوتقة أبيها لتقصد بيوت و دور الغناء الشعبي لأشهر المغنّيات الشعبيات في ذلك الحين ، وكان لا بد لفاطمة شداد أن تكتشف بنفسها مختلف ألوان الفن الشعبي من أهله و ممارسيه ، وهنا تعرفت للمرة الأولى على أبرز فنانات الغناء الشعبي في قطر، مثل أسماء الحارب وحليمة بنت مرزوق .///


 

كان الحلم الذي يراود فاطمة في بداية حياتها هو تأسيس فرقة غنائية نسائية تنقب في تراث الأغنية القطرية وتاريخها وتخرجه للأجيال الجديدة حتى يتم الحفاظ على هذا الفن من الاندثار، و واجهت  "فاطمة شداد"  الكثير من الصعوبات في ظل رفض الأهالي انضمام بناتهن للمهنة وقابلت رفضاً مجتمعياً للغناء خارج الأوساط النسائية و الأفراح .//

و كان دخولها إذاعة قطر عام 1986  منعطفا هاماً في حياتها الفنية ، حيث عرض عليها الملحن القطري "خليفة جمعان السويدي" أن يسجّل الأغنيات الشعبية في إذاعة قطر،و بُهرت بما رأت و كانت تتنقّل بين أروقة الإذاعة مفتونة بها، وتمنت الالتحاق بها و بالفعل كان لها ما تمنت و استطاعت أ ن تحصل على وظيفة موظفة  استقبال، وضعت قدماً وأثبتتّ نفسها لاحقاً،و بعدها خضعت لعدة دورات تدريبية التحقت بعدها بقسم الهندسة الإذاعية.

لم تيأس فاطمة أبداً بل بذلت جهودا كبيرة في تأسيس  فرقتها الأولى بعد وفاة والدها وإشراف والدتها على الفرقة، و طلبت فاطمة من أعضاء الفرقة مشاركة بناتهم في فرقتها الجديدة، وبالفعل استطاعت أن تبدأ أولى خطواتها الفنية من خلال هذه الفرقة التي كانت تجوب البلاد في المناسبات والأعياد المختلفة.//

 



ذاع صيت فاطمة شداد عام 1988 بعد إطلاقها أغنية "غربي هواكم ياهل الدوحة" و هي من أهم محطاتها الغنائية، فهذه الأغنية اكتسبت شهرة واسعة ليس في قطر فحسب بل في مختلف دول المنطقة ،،كتبها و لحنها المبدع "خليفة جمعان" وقام بأدائها كل المطربين القطرين،، كما تركت فاطمة شداد عدداً كبيراً من الأغانيات المسجلة بصوتٍها مثل ((ردك الله علينا ،، هكذا الدنيا،، و يا عين ماليه )) .//

 

عام 1996 أسّست "فرقة النهضة النسائية للفنون الشعبية"، بعدما تفككت فرقتها الشعبية الأولى ،و بقيت تجمع التراث وتطوّره وتغنّي في الأفراح، واستعانت فاطمة بالباحث القطري في التراث الغنائي "يوسف بن حسن" للبحث في التراث وتقديم أغانيات جديدة دون أي إضافات ،حتى أصبحت  فرقتها الجديدة اليوم فرقة نظامية معترفاً بها رسمياً ومشهورةً عربياً.///

 

و في عام 2020 رحلت  فاطمة شداد بعد مشوار طويل من الإبداع  والذي لم يكن مفروشا بالورود ، بل واجهت العديد من الصعوبات التي لم  تستطع أن تثنيها عن إكمال ما آمنت به ، وبالنظر إلى حجم الإنجاز الذي حققته شداد تعلم أنها "رحمها الله" إمتلكت إصراراً و عزيمةً كافيتين لحمل مسؤولية  حفظ تراث الأغنية القطرية الشعبية ،  حتى باتت مرجعا لكل ما كان يُغنى في قطر و المنطقة  منذ عشرات السنين..///