أنور عبدالله : غياب شركات الإنتاج جعل من الأغاني " تيك أوي "

يحل الملحن الكويتي القدير أنور عبدالله ضيفاً على برنامج طربيات ، ويشارك في تقديم البرنامج مع الزميل عبدالسلام جاد الله ، أنور عبدالله قدم للساحة الفنية عدة أعمال خالدة وتعاون مع العديد من الفنانين ، ألتقيناه في هذا الحوار :

-         ما سبب غيابك الطويل عن الساحة الفنية ؟

غياب شركات الإنتاج بحيث لم يعد هناك سوى شركة واحدة فقط ، وتقلص أعداد المطربين الذين ينتمون لها ، لذا بات من الصعوبة إنتاج الأعمال للفنانين دون وجود داعم ، كما أن الشاعر والملحن المنتج بات يأخذ دور الشركة المنتجة.

إضافة إلى ذلك مررت بوعكة صحية أبعدتني عامين متتاليين تقريباً عن الساحة الفنية.

-         وكيف ترى حال الساحة الفنية الآن ؟

لا زالت بخير تقريباً ، إلا أن غياب شركات الإنتاج أدى إلى ظهور أغاني " التيك أوي " ، كما أن استلام زمام الأمور من قبل أشخاص غير مختصيت في الموسيقى ساهم في انحدار مستوى الأغنية ، حتى تترات المسلسلات تأثرت ولم تعد كسابق عهدها.

برامج المسابقات ، هل ترى أنها قامت مقام الملحنين في السابق في تقديم الأصوات الفنية ؟

كلا .. هذه البرامج هي برامج " للشو " فقط ، تستقطب أسماء فنية لا علاقة لها بالقدرات الموسيقية والدراسات في هذا المجال ، ولذلك اختفت الكثير من الأسماء التي تخرجت من هذه البرامج ، أتمنى أن يكون هناك مع لجان التحكيم أو من ضمنهم أسماء لها علاقة بدراسة الموسيقى ، وحينها ستجد الفرق في النتائج.

-         هل تجد أن المطربين الخليجيين قد أخذوا نصيب الأسد من الأغنية العربية بشكل عام ؟

في منطقة الخليج نعم ، لكن في الوطن العربي لا ، فهناك أسماء فنية كبيرة ، في مصر مثلا لدينا شيرين عبدالوهاب ، وأنغام وآمال ماهر ، في لبنان لدينا نجوى كرم ووائل كفوري وفضل شاكر ووائل جسار ، وغيرهم من بلدان عربية أخرى ، وهؤلاء الفنانين لهم وجودهم وشهرتهم العربية الكبيرة.

-         هل تجد أنه ما زال هناك أمل في الأصوات الحالية ؟

نعم هناك أصوات فنية شابة جميلة وكثيرة ، ولكن لا يوجد من ينتج لهم أعمال غنائية ، بات الإنتاج الموسيقي مكلف ، وإذا أردنا الاستمراية في دعم الأعمال ، على الحكومات أن تساهم في هذه العملية ، وأن تبادر برعاية وانتاج أعمال لهؤلاء الشباب.

-         إذاعة صوت الخليج من الإذاعات التي تحافظ على هوية الأغنية العربية والخليجية ، كيف ترى ذلك من جانبك ؟

صوت الخليج هي أهم إذاعة عربية ، وما تقدمه في مجال الأغنية وما تحويه من أعمال يدعونا للفخر بهذه المؤسسة ، وأجزم أن المسؤولين في قطر قد حالفهم حسن اختيار قيادة هذه المؤسسة ، بأن يتولاها ملحن كبير مثل الأستاذ محمد المرزوقي ، فهو الشخص المناسب في المكان المناسب.

-         وماذا عن تجربتك بتقديم برنامج طربيات ؟

أنا معجب بهذا البرنامج منذ سنوات ، وأخبرت العديد من المؤسسات لدينا في الكويت أن يتعلموا من هذا البرنامج ، قيادة صوت الخليج باختيارها لشخص مثقف موسيقياً مثل الاعلامي عبدالسلام جاد الله لتقديم هذا البرنامج ، أضاف هذا الاختيار كثيرا للبرنامج ، لأن الموضوع هنا أكبر من تقديم أغاني بل هو الغوص في الموسيقى وفي حياة المطربين ومسيراتهم الخالدة ، وأنا فخور بهذه الإطلالة عبر صوت الخليج ومن نافذة طربيات ، وسعيد بتفاعل الجمهور معي شخصياً