الشيخ يوسف عاشير لموقع ( صوت الخليج ) :
صوت الخليج لها دور جوهري وقوي جداً في إظهار الرسائل التربوية للشباب ، وجمهورها ذكي وواسع .
كثرة عدد المتابعين عبر وسائل التواصل ليست معياراً حقيقاً على قوة العالِم ، والناس في الغالب تميز .
الشباب اليوم ليس لديهم جلد على المجاملة ، وإنما يحتاجون لمن يتكلم بلسانهم ويفهم مشكلاتهم .
( كلمات من نور ) من أقرب البرامج إلى قلبي إذا لم يكن أقربها .
ماهر في طرحه ، مميز في أسلوبه ، عرف تماماً كيف يتقن إيصال رسائله الدينية والتربوية بقالب احترافي بسيط في شكله ، مؤثر في مضمونه ، حتى تمكن من تكوين قاعدة جماهيرية واسعة من الشباب المتعطش لمعرفة أدق تفاصيل دينه ودنياه ، من داعية يعرف اهتمامتهم ، يدرك احتياجاتهم ، ويملك من الأدوات العلمية والتربوية ما يمكنه ، من ألا يقتصر دوره على توجيه الرسائل الدينية فقط ، وإنما لأن يكون قدوة ومؤثراً ومحاضراً ، ومقدماً لأهم البرامج ، على كبرى الوسائل الإعلامية المختلفة في قطر .
فضيلة الشيخ يوسف عاشير ، معد ومقدم برنامج ( كلمات من نور ) ، الذي يبث على أثير صوت الخليج لستة مواسم متتالية ، يفرد مساحة لرواد موقع الإذاعة ، ليجيب على عدد من الأسئلة التي تراود الكثيرين حول مشواره في المجال الديني والتربوي .
حاورته : دينا أبو شنب ..
• ما هو الفرق بين موسم برنامج ( كلمات من نور ) الحالي ومواسمه الخمسة السابقة ؟
أهم فرق جوهري هو وجود قضايا مستجدة على الساحة ، وبالتالي نحن نواكب تلك القضايا من خلال استضافة المتخصصين وتجديد الأسماء وأفكار الطرح والمواضيع عاماً بعد عام ، بحيث تتلاءم مع ما يحدث على الساحة ، بالإضافة إلى محاولة الإجابة على التساؤلات الوجودية ، ولذلك لدينا مجموعة كبيرة من الضيوف الذين لم يظهروا معنا من قبل ولا حتى في لقاءات إعلامية أخرى ، والغرض هو إثراء المواضيع بأكبر قدر ممكن من الموضوعية والعلمية ، بحيث يستفيد منها الجميع .
• إلى أي مدى نحتاج اليوم لإتقان الجانب التربوي المستمد من النهج القرآني وما هي أسهل الطرق لذلك ؟
موضوع إتقان الجانب التربوي مهم جداً لأن أخطر مشكلة قد تواجه المربين اليوم ، هي أنهم لم يعودوا وحدهم على الساحة ، ففي السابق كان الأبوان وحدهما المدرسة التي يتربى عليها الطفل وينهل ويتعلم منها ، لكن اليوم أصبحت هناك موارد كبيرة للمعلومات بالإضافة إلى الكثير من المربين ومنهم من لا يمتلك القيم التربوية الصحيحة ، فيتم توجيه الأبناء إلى مناحٍ خطيرة ، ومع هذا فلا يمكن منع هؤلاء المربين اليوم لأنهم أصبحوا جزءاً من الواقع ، كأجهزة الهاتف والآيباد والمدارس والشارع وغيره ، بالتالي فإن إتقان العملية التربوية داخل البيت ، يعين على حفظ الأبناء بقدر كبير جداً من أي انحرافات سلوكية أو أخلاقية أو فكرية .
• من هو أكثر العلماء أو المشايخ الأفاضل أو التربويين الذين تأثرت بهم وأعجبت بنهجهم العلمي والديني والتربوي ؟
يختلف التأثر باختلاف نوع الدراسة التي درسناها ، فهناك من أثر فينا في المدارس أو الجامعة ، وهناك من كان تأثيره عن طريق الاستماع إليه عبر ندوات عامة ، بالتالي لا أستطيع القول إن هناك شخصاً بعينه أثر بشخصيتي أكثر من غيره ، لأن أغلب مشايخنا لهم أثر واضح علينا ، وأكثر المربين الذين حضرنا دوراتهم وتربينا على أيديهم كان لهم بالغ الأثر في تشكيل شخصيتي وشخصية كل من كان معي في ذلك الوقت .
• كيف يمكن أن نصنف العالم الحقيقي اليوم في ظل انتشار الكثير من العلماء خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي ويحظون بمتابعات واسعة ؟
سؤال تصعب الإجابة عليه وأعتقد أنه من المعلوم والمسلم به هو أن كثرة عدد المتابعين ومشاهدات الفيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي ، ليست معياراً حقيقاً على قوة هذا الإنسان في العلم من عدمه ، لأن الكثير من المتابعين في الأساس ليس لديهم أهلية للحكم على علمية الشخص ، فهذا العلم تخصص ويحتاج متخصصين للحكم عليه ، ولكن يمكن القول إن من علماء الأمة من جعل الله له القبول ، وكتب له الانتشار ، ونفع بعلمه ، وكان واضحاً عليه أنه يحمل هم الدين واتباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام ، وهو حريص على أن يكون كلامه كله موثقاً بالأدلة من كتاب الله عز وجل ، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ، كل هذه الإشارات يُعرف بها العالم ، ولا بد من الإشارة إلى أن كثيراً من العلماء المتقنين ربما لم يكتب لهم هذا الانتشار الموجود اليوم ، لأنهم لم يخوضوا في وسائل التواصل الاجتماعي ، لكن ذلك لا يعني عدم وجودهم ، وكما قال النبي ( عليه الصلاة والسلام ) : ( استفت قلبك ولو أفتاك الناس ) والناس في الغالب تميز .
• ما هو الدور الذي قامت به إذاعة صوت الخليج في سبيل تقديم رسالة دينية تربوية واعية للجيل المقبل ؟
في الحقيقة إذاعة صوت الخليج لها دور جوهري وقوي جداً في إظهار الرسائل التربوية للشباب ، صحيح أن المساحة الممنوحة لهذا النوع من الخطاب محدودة ، ولكن أوقاتها مؤثرة ، واختيار الأشخاص ذكي جداً ، ولذلك وإن كانت مساحة البرامج التربوية الدينية فيها محدودة مقارنة بإذاعة القرآن الكريم مثلاً ، وما تمنحه الإذاعات الدينية من مساحات ، لكن جمهور صوت الخليج نوعي وذكي وواسع بحكم اتساع دائرة البث الخاصة بالإذاعة ، وبالتالي نشكر الإذاعة على هذا الدور الفعال ، ونتمنى أن تستمر تلك الجهود لفترة طويلة ، وتثمر ثماراً يرونها إن شاء الله يانعة .
• كانت لك عدة مشاركات إعلامية مختلفة ومتنوعة ، ما هو البرنامج الأقرب إليك خلال تجربتك الإعلامية ؟
مشاركاتي الإعلامية كثيرة سواء كانت إذاعية أو تلفزيونية وكلها أقرب إلى قلبي ، بحكم أن كل واحدة كانت في مجال مختلف ، وكانت عبارة عن تجربة جديدة استفدت منها ، ولكن البرنامج الذي بيني وبينه ارتباط عاطفي إن صح التعبير هو ( كلمات من نور ) الذي يبث على صوت الخليج ، لأنني منذ فترة طويلة أعد وأقدم هذا البرنامج ، وتعامل الأخوة في الإدارة تعامل أخوي ، فتشكلت على إثر هذا البرنامج علاقات اجتماعية جيدة جداً مع الزملاء في الإذاعة ، ما أدى إلى إنتاج فريق تمكن من تكوين ارتباط حقيقي بيني وبين البرنامج في الإذاعة ، ولذلك فهو من أقرب البرامج إلى قلبي ، إذا لم يكن أقربها .
• تمتلك شعبية واسعة ولديك الكثير من القبول والاستحسان من قبل متابعيك .. ما هي الصفات التي تجعل من الداعية في عصرنا الحالي محط ثقة وتأثير على الآخرين ؟
أرى أن هناك ثلاثة مواصفات لا بد أن يتحلى بها الداعي في هذا الزمان ، أولها أن يكون لديه التأصيل والفهم العلمي الجيد ، خاصة لكليات الدين وأصول الدين الرئيسية في قضايا الاعتقاد والفكر والعبادات في الفروع الفقهية ، وأن لا يعتمد فقط على الرسائل السريعة التي يسمعها في محاضرات المشايخ ، بل لا بد أن يكون لديه نوع من الاجتهاد والإتقان لتلك القضايا التي تمس حاجة الناس ، فاليوم هناك سطحية في الخطاب الدعوي بسبب أن كثير من الدعاة الشباب ليس لديهم التأصيل العلمي الجيد .
ثانياً لا بد أن يكون الداعي فاهماً وواعياً لمشكلات الشباب في العصر الحالي ، وليس بالضرورة أن تكون فقط مشكلات فكرية أو أخلاقية ، ولكن لا بد من معرفة مواطن الضعف والنقص لدى الشباب حتى في معلوماتهم الدينية الرئيسية كالصلاة والوضوء مثلاً ، فلو لم يكن مستوعباً للممشكلة الواقعية ، لن يتمكن من تقديم خطاب جاذب ، وأخيراً فلا بد أن ينزل الداعي لمستوى الشباب فلا يجلس في برج علمي عاجي يريد أن يأتيه الناس إلى مكانه ، ويريد أن يقدره الآخرون بتقديراته الشخصية ، ويظن أنه يعيش في عصر العلماء الكبار ، فالشباب ليس لديهم هذا النوع من الجلد على المجاملة إن صح التعبير ، وإنما يحتاجون لمن يتكلم بلسانهم ويفهم مشكلاتهم .
• هل من خطط مستقبلية قمت بوضعها لبرامج مستقبلية تلوح في الأفق ؟
نعم هناك خطط سنعلن عنها في وقتها بالتعاون مع جهات مختلفة ، ونتمنى أن يوفقنا الله سبحانه وتعالى لما يحب ويرضى .